إصطباحة

بلال فضل

تنشر على موقع المصرى اليوم

 

Monday, May 25, 2009

اصطباحة 25/5/2009

اصطباحة

بقلم بلال فضل

الإثنين ٢٥/ ٥/ ٢٠٠٩

لا تأتمن على أحزانك إلا النبلاء، وحدهم يمكن أن يشاركوك فيها ويخففوا عنك أثقالها. أما الأوباش فمن شأنهم أن ينحطوا بأحزانك ويبتذلوها ويجعلوها ممجوجة ومنفرة

للناس فى حزنهم مذاهب، وأنا وأنت لم نحزن على رحيل محمد علاء مبارك لأنه حفيد رئيس الجمهورية، بل لأنه طفل برىء خطفه الموت وحرمه من بهجة الحياة، تمامًا مثلما خطف قبله أطفال الدويقة وأطفال عبّارة ممدوح إسماعيل وأطفال قطار الصعيد وأطفال معهد الأورام وكل الأطفال الذين اقتضت حكمة الله أن يخطفهم الموت من وسطينا لعلّنا نتعظ
برحيلهم فنصنع عالمًا أفضل يكبر فيه كل الأطفال الباقين على
قيد الحياة سعداء ومبتهجين وأحرارا ومتساوين فى حقوقهم التى خلقهم الله من أجلها بنى آدمين، لا متاعا ولا عقارا
.
لعلك تذكر أننى قبل أسبوع شكرت الله على حالة التعاطف الشعبى التى حظى بها رئيس الوزراء د. أحمد نظيف بعد رحيل زوجته رحمها وهى الحالة التى أثبتت أن بربرية الحزب الوطنى لم تفقد المصريين تحضّرهم، وحمدت يومها للرجل حرصه على عدم المتاجرة بحزنه أو السماح لهواة النفاق باستغلاله أسوأ استغلال، ثم لما شاء القدر أن يُفجع الرئيس مبارك وعائلته برحيل زهرة العائلة بتلك الصورة القاسية،

وجب أن نحمد للرئيس أن وطأة الحزن لم تنسه أنه يحكم بلدا جمهوريا لا يصح فيه أن يختلط العام بالخاص،
ولذلك أصر على أن تقام جنازة حفيده بتلك الصورة الحضارية التى توحد فيها الخصوم السياسيون أمام رهبة الموت، ثم حرص فى خطوة أشد تحضرا على أن يرجو فى نعى الأسرة المنشور فى الأهرام عدم مشاطرة العزاء بالنشر
،
ومع ذلك أبت دببة الحزب الوطنى الغشيمة الغاشمة إلا أن تنحط بتلك الرغبة فى التعبير الراقى عن الحزن، لتجبر أفعالها الناس على التأفف من ذلك الاستغلال السياسى الرخيص لرحيل هذا الطفل البهىّ الذى يخطف القلب، فتنجح ببراعة مخجلة فى إفساد لحظة نادرة توحّد فيها المصريون على قلب رجل واحد.

قل لى بالله عليك أى بذاءة تلك التى تجعل كاتبًا غشيمًا يتطوع بإدخال الرئيس وأسرته إلى الجنة بدون حساب، مع أن سيدنا أبوبكر الصديق نفسه يقول: لو كانت إحدى قدمى فى الجنة والأخرى خارجها لما أمنت مكر الله، ولماذا أوقفت قنوات فضائية خاصة بث برامجها واستبدلتها بالقرآن الكريم، مع أنها لم تفعل ذلك بعد رحيل مئات المصريين فى كل كارثة حاقت بالبلاد،

ولماذا تتطوع صحف خاصة بنشر صفحات تعزية رفضها الرئيس نفسه لمجرد أنها تريد أن تظهر حسن نيتها الوطنية لعلها تنفعها فى أيام سوداء قادمة، ولماذا يصر مفتى الجمهورية الدكتور على جمعة على ألا يكف عن إدهاشنا فيقول فى برنامج البيت بيتك إنه لم يحضر فى حياته جنازة سادها الهدوء وحفّتها الرحمة مثل جنازة محمد علاء رحمه الله، فيجبر الناس على أن ينسوا حزنهم ويلفتوا انتباه فضيلته إلى أن

هدوء الجنازة كان بفعل حصار الجهات الأمنية للمنطقة والذى منع آلاف الناس من حضور الجنازة، وأن الملائكة تحف بالرحمة والسكينة كل جنازات الأطفال دون أن تخص طفلاً بعينه،
ولماذا ينشر كتاب حكوميون كلامًا مسفًا من نوعية أن حزن المصريين كان استفتاء جماهيريًا على حبهم للرئيس، مع أن غالبية المصريين الذين ذرفوا الدموع الصادقة على تلك الفاجعة يكتوون بنار سياسات حزب الرئيس ورجاله

، ولو أجريت الآن انتخابات نزيهة تحت إشراف قضائى كامل لسقط الحزب الوطنى فيها بالثلث، لأن المصريين ليسوا
أغبياء ولا حمقى ليجعلوا مشاعر الحزن النبيل والتضامن الواجب فى ساعة الشدة تنسيهم رغبتهم فى التغيير والإصلاح
.
رحم الله محمد علاء مبارك
وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه وزملاءه فى المدرسة وأصدقاء طفولته الصبر والسلوان. هو فى جنة الخلد
لا محالة، هو فى رحاب من وسعت رحمته كل شىء
،
لكن هل نرحم نحن أنفسنا ونتعظ برحيله الفاجع ونخلق جميعا من لحظة التعاطف النبيل التى سادت مصر بداية لمرحلة جديدة تجعل مصر يوما ما جنة لأطفال الفقراء والأغنياء على السواء، ولعلنا إن فعلنا نستحق أن نورد على الجنة، كما يردها الأطفال دون عناء.

Wednesday, May 6, 2009

اصطباحة 1/11/2008


اصطباحة


بقلم بلال فضل

السبت ١/ ١١/ ٢٠٠٨



على وجه مصر سحابة سوداء، خنقت البلاد، وكبست على نَفَس العباد.

أناس من أولاد الحلال يقولون إنها طالت واستحكمت حلقاتها، لم تستمر سحابة سوداء فى العالم مدة ٢٧ سنة.. بينما يرى غيرهم أن «أكتر من كده وربك بيزيح».. آخرون يرون الأمل كالكذب خيبة، لكنهم يضيفون - من باب الدقة - أن عمر تلك السحابة اللعينة هو ٣١ سنة، كل سنة أسخم من التى قبلها وأرحم من التى تليها، بينما يحلف آخرون أكثر يأسا على المصحف والإنجيل أن تلك السحابة بلغت من العمر ٥٦ سنة، وهى بذلك لديهم تجاوزت السن التاريخية للانقشاع، وصارت قدرا لا فكاك منه.

لكلٍ وجهة هو موليها، أما أنا فأقسم لكم بحياة هذا الصباح الشريف، وحياة النعمة التى يحفى الفقير ليطولها، وحياة بحر إسكندرية الذى ما تمنيت قدامه أمنية وخذلنى، وحياة الأمهات اللواتى ما فوّتن صلاة الفجر يوما على أمل أن تحضرن ساعة توزيع الأرزاق دون أن تيأسن أبدا من تأخر وصولها، وحياة قصص الحب التى لم تنهزم على كوبرى قصر النيل أو فى نفق الزواج، وحياة خيال الأطفال وواقعية الآباء الذين لم تكسر قلة الحاجة هيبتهم.

وحياة الزرع الأخضر الذى يرفض التطبيع مع المبيدات، وحياة دوشة ماكينات الطعمية وهدير ماكينات غزل المحلة بعد إضراب ناجح، وحياة روائح الطبيخ وهى تشغى فى المناور التى لم تهزمها قماءة المواسير، وحياة شاى العصارى فى البلكونات النضيفة التى لم تبهدلها الكراكيب، وحياة صالات البيوت التى لم تخنقها الكآبة، وحياة نوادى الفيديو التى تعايشت مع زحف السيديهات واستمرت فى إسعاد المخنوقين.

وحياة العيش البلدى المحمص، إن استطعت إليه سبيلا، وحياة القهاوى الزحمة والأتوبيسات الرايقة فى المواقف، والمواقف المحترمة المكتوبة بروقان، وحياة غنا منير وصوت أنغام ومزيكة عمار الشريعى وأفلام وحيد حامد ومسلسلات أسامة أنور عكاشة وشعر الأبنودى وتشخيص الفخرانى وقصص محمد المخزنجى ونقاء محمد السيد سعيد وسحر أحمد خالد توفيق وسخرية جلال عامر وسمانة أبوتريكة وعقل هيكل وحس علاء الديب فى الدنيا، وحياة عيال وبنات ساقية الصاوى وستة أبريل وكفاية ورسالة وزاد وفاتحة خير وجروبات الـ«فيس بوك» الذين قد لايحبون بعضهم البعض، مع أنهم كلهم على بعضهم يتحبوا لأن شكلهم يفرح، حتى لو كان بعض كلامهم يضايق، وحياة المنفيين فى الأقاليم الذين ينتظرون أن يحل فرج الله على العاصمة، وحياة السكان الأصليين لمصر الذين يفضلون الغرق فى بلادهم على الغرق خارجها.

بلاش ياسيدى، وحياة ربنا المعبود الذى يحب الصابرين، إذا صبروا، أقسم لكم أن هذه السحابة السوداء التى كبست على نَفَس مصر ستغور، وأنه سيطلع علينا صباح لن نرى فيه هذه الوجوه الكريهة التى كانت تكذب أكثر مما تتنفس، فصارت تكذب ولاتتنفس، وأن مصر سترزق بصباح تستحقه، وساسة على قد مقامها، وأيام يمكن احتمالها، وأكاذيب يمكن بلعها.

وفساد يمكن التعايش معه، وتخلف له أول من آخر، وأنه سيأتى على مصر صباح يفوق فيه المصرى لنفسه ويتكسف على نفسه عندما يرى كيف أصبح حاله ويقرر ألا ينازع الخالق فى حكمه على البشر ويتفرغ لدوره الذى نسيه كمخلوق، صباح يصبح فيه ضرب مواطن فقير على قفاه ألعن من الخيانة العظمى، صباح يعيش فيه المصريون إما فقراء على القد دون أن يفقدوا الكرامة والستر، وإما أغنياء على راحتهم دون أن يفقدوا الإحساس والضمير.

سيأتى هذا الصباح، أنا أضمن لكم ذلك برقبتى، وأنا رقبتى أكبر من أى سدادة تتخيلونها.. لكننى، للأمانة ولكى لا أخدعكم، لا أضمن لكم متى سيأتى، ولا إذا أتى متى يمكن أن ينتهى فتداهمنا سحابة سوداء من جديد، أنتم تضمنون ذلك بأنفسكم ولأنفسكم، أما أنا فأعرف فقط أن ذلك الصباح سيأتى حتماً ولزماً، ومصر إذا شمت هواءه النضيف لن تفرط فيه أبدا.

ربنا كريم ومصر تستاهل.

belalfadl@hotmail.com

Friday, May 1, 2009

تكريم بلال فضل فى المهرجان القومى للسينما



بلال فضل يفوز بجائزة احسن سيناريو عن فيلم بلطية العايمة بالمهرجان القومي للسينما
كما يفوز الفيلم بالجائزة الثانية لاحسن فيلم وجائزة احسن ممثلة للفنانة عبلة كامل و أحسن ديكور للفنان حمدي عبدالرحمن