الإثنين ٢٥/ ٥/ ٢٠٠٩
للناس فى حزنهم مذاهب، وأنا وأنت لم نحزن على رحيل محمد علاء مبارك لأنه حفيد رئيس الجمهورية، بل لأنه طفل برىء خطفه الموت وحرمه من بهجة الحياة، تمامًا مثلما خطف قبله أطفال الدويقة وأطفال عبّارة ممدوح إسماعيل وأطفال قطار الصعيد وأطفال معهد الأورام وكل الأطفال الذين اقتضت حكمة الله أن يخطفهم الموت من وسطينا لعلّنا نتعظ
قيد الحياة سعداء ومبتهجين وأحرارا ومتساوين فى حقوقهم التى خلقهم الله من أجلها بنى آدمين، لا متاعا ولا عقارا
وجب أن نحمد للرئيس أن وطأة الحزن لم تنسه أنه يحكم بلدا جمهوريا لا يصح فيه أن يختلط العام بالخاص،
ولذلك أصر على أن تقام جنازة حفيده بتلك الصورة الحضارية التى توحد فيها الخصوم السياسيون أمام رهبة الموت، ثم حرص فى خطوة أشد تحضرا على أن يرجو فى نعى الأسرة المنشور فى الأهرام عدم مشاطرة العزاء بالنشر
قل لى بالله عليك أى بذاءة تلك التى تجعل كاتبًا غشيمًا يتطوع بإدخال الرئيس وأسرته إلى الجنة بدون حساب، مع أن سيدنا أبوبكر الصديق نفسه يقول: لو كانت إحدى قدمى فى الجنة والأخرى خارجها لما أمنت مكر الله، ولماذا أوقفت قنوات فضائية خاصة بث برامجها واستبدلتها بالقرآن الكريم، مع أنها لم تفعل ذلك بعد رحيل مئات المصريين فى كل كارثة حاقت بالبلاد،
ولماذا تتطوع صحف خاصة بنشر صفحات تعزية رفضها الرئيس نفسه لمجرد أنها تريد أن تظهر حسن نيتها الوطنية لعلها تنفعها فى أيام سوداء قادمة، ولماذا يصر مفتى الجمهورية الدكتور على جمعة على ألا يكف عن إدهاشنا فيقول فى برنامج البيت بيتك إنه لم يحضر فى حياته جنازة سادها الهدوء وحفّتها الرحمة مثل جنازة محمد علاء رحمه الله، فيجبر الناس على أن ينسوا حزنهم ويلفتوا انتباه فضيلته إلى أن
هدوء الجنازة كان بفعل حصار الجهات الأمنية للمنطقة والذى منع آلاف الناس من حضور الجنازة، وأن الملائكة تحف بالرحمة والسكينة كل جنازات الأطفال دون أن تخص طفلاً بعينه،
، ولو أجريت الآن انتخابات نزيهة تحت إشراف قضائى كامل لسقط الحزب الوطنى فيها بالثلث، لأن المصريين ليسوا
لا محالة، هو فى رحاب من وسعت رحمته كل شىء