إصطباحة

بلال فضل

تنشر على موقع المصرى اليوم

 

Thursday, August 6, 2009

بلال فضل و سيد القمنى - ملف كامل

مقالات بلال فضل فى المصرى اليوم عن سيد القمنى
بلال فضل يتحدث عن سيد القمنى فى الحياة اليوم

بلال فضل يتحدث عن القمنى فى الحياة اليوم

لتحميل الحلقة كاملة

الجزء الأول

الجزء الثانى

الجزء الثالث

و يمكن مشاهدتها على يوتيوب



بلال فضل فى الحياة اليوم

حلقة الثلاثاء 4- 8-2009

الفيديو 6 أجزاء

للتنقل بينهم اضغط الذرار بجوار ذرار

play

Wednesday, August 5, 2009

اصطباحة 5/8/2009

اصطباحة بقلم بلال فضل الأربعاء ٥/ ٨/ ٢٠٠٩

بعض أنصار سيد القمنى يوسعوننى شتما وقدحا على شبكة الإنترنت لأننى وصفته بالهجاص، ويصفوننى بالابتذال والانحطاط وبعض الشتائم القبيحة الأخرى التى وياللعجب سبق أن وردتنى فى رسائل متطرفين إسلاميين ومسيحيين، فالتطرف كله ملة واحدة مهما بدا اختلاف أنصاره عن بعضهم البعض
.
حسنا، أنا مازلت متمسكا بأن الرجل هجاص، ليس فقط لأنه يدعى حصوله على شهادة دكتوراة من جامعة مزورة، وليس لأنه يفبرك وقائع تعرضه للاعتداء والتهديد، وليس لأنه يقوم بتزوير ما يقتطعه من كتب التراث لكى يحقق أغراضه (اقرأ كتاب التنوير بالتزوير للباحث الجاد منصور أبو شافعى - مكتبة النافذة)، بل لأنه يدعى لنفسه أنه يستخدم مناهج التفكير العلمى
،
بينما لم نقرأ له سطرا يتحدث فيه عن مخالفيه فى الرأى باحترام، عن أى ابتذال تتحدثون وأستاذكم لا يظهر فى برنامج أو ندوة إلا وتضرب من لسانه ماسورة شتائم وبذاءات لا حصر لها، ما قولكم فى رجل يصف الشيخ القرضاوى بالشيخ المنكاح
،
ويكتب عن معارضيه فيصفهم بأنهم «كلاب جهنم.. بتوع التلات ورقات.. أولاد القحبة»، ويصف المسلمين جميعا بأنهم قرود يسيطر عليهم شيوخهم القرداتية ليلعبوا المسلمين على كيفهم (هكذا بالنص دون حتى استثناءات أو ابتعاد عن التعميم)، هذا هو القمنى الذى يتحدث أنصاره عن الابتذال، هذا هو القمنى الذى تكرمه الدولة المصرية لتفوقه فى العلوم الاجتماعية
،
هذا هو القمنى الذى يريدون زورًا وبهتانًا أن يجعلوه رمزا للتنوير والحرية الفكرية، متصورين أنهم بذلك يقومون بضرب التيار الإسلامى، مع أنهم بهذا التصرف الأهوج زادوه قوة وشرعية ونفوذًا، ولو كان أى منهم على اتصال بالشارع أو معرفة بالمصريين لأدركوا خطورة ما فعلوه، لكن ماذا تقول فى أناس أكثروا فى مصر الفساد وهم يعتقدون أن المصريين يعيشون فى رفاهية وعز وجمال وسرور
.
للأسف يخطئ كثيرا من يتصور من العلمانيين والليبراليين واليساريين فى بلادنا أن الوقوف ضد حصول سيد القمنى على جائزة الدولة التقديرية أمر يصب فى مصلحة التطرف الدينى، وأن الحكاية «جايزة والسلام وماتكبروش الموضوع»، أستثنى هنا ما قاله الدكتور قاسم عبده قاسم فى هذا الصدد، وما كتبه المثقف اليسارى المحترم خالد السرجانى فى مقاله البديع بالدستور الأحد الماضى، منتقدا حصول القمنى على الجائزة من وجهة نظر علمية بحتة، نافيا انتماء القمنى إلى اليسار كما يظن البعض، وما قاله الكاتب المثقف حلمى النمنم فى برنامج
«مانشيت» عن عدم أحقية حصول القمنى على الجائزة لأنه لم يقدم جديدا فى البحث العلمى،

فيما عدا ذلك وقف مثقفونا يتفرجون، بينما كان ينبغى عليهم أن يقودوا هذه المعركة التى تخصهم أكثر من التيار الإسلامى، لكى يثبتوا لبسطاء المصريين كذب ما يروجه المتطرفون عن وجود مشكلة لهم مع الدين، وأن العلمانية تزدرى الأديان وأن الليبرالية كفر وأن اليساريين ملاحدة، لكنهم كالعادة وقفوا يتفرجون متخيلين أنهم لو أعلنوا رفضهم لهذا الفساد الثقافى المبين سيعضدون من شوكة التيار الإسلامى،
ولو تفكروا لعلموا أن التيار الإسلامى لم يكتسب قوته فى الشارع إلا بتصوير نفسه أنه الغيور الوحيد على الدين،
وهى اللعبة التى بات الحزب الوطنى يلعبها هو الآخر مدعياً حرصه على السنة النبوية، بينما يتخبط المثقفون العلمانيون والليبراليون واليساريون ويفشلون دائما فى بلورة موقف واضح للتعامل مع العاطفة الدينية الجياشة لدى المصريين والتى لن تزول أبدا، فيزدادون بعدًا عن الناس وتزحف الأفكار المتطرفة الوهابية الانعزالية لكى تسيطر على عقول الناس أكثر وأكثر، ونزداد جميعا فقرًا وتخلفًا وفسادًا.
نعم، التفسير الخاطئ للإسلام يشكل جزءا كبيرا من مشكلتنا، لكن الحل لن يكون فى نقض الخطاب الدينى،
بل فى نقده وإصلاحه وتطويره وتثويره، الحل لن يكون فى مواجهة من يريدوننا ألا نخرج من كتب التراث ونخاصم العلم والحداثة، بأن نقيم نحن أيضا فى كتب التراث لكى نجرح فى العقائد ونتتبع الروايات المسمومة وننفخ فيها الروح، نريد أن نستلهم من الإسلام قيم العلم والجمال والحق والعدالة والمساواة والحرية والتحضر،
وإذا كان البعض قد حولوا الإسلام إلى قوة معطلة، فالأولى أن نمنعهم من ذلك، لا أن نشيل الإسلام ونبوسه ونحطه على جنب، كما يطلب منا الهجاص سيد القمنى فيكرمه على ذلك فاروق حسنى والحزب الوطنى المبارك.
ألا هل بلغت. اللهم فاشهد.

اصطباحة 4/8/2009

الأسئلة واضحة وصريحة، ولا تحتاج لفا ولا دورانا ولا صمتا مخزيا، تحتاج رجالا يتحملون المسؤولية ويؤمنون بالحوار حقا وصدقا، والأهم من كل ذلك، يمتلكون شرف المراجعة والاعتراف بالخطأ. لو قررت الدولة فجأة تكريم داعية أو واعظ من الذين يهاجمون الديانة المسيحية طيلة الوقت ويجرحون فى عقائد المسيحيين، هل سيبارك ذلك السادة الذين ناصروا حصول سيد القمنى على جائزة الدولة التقديرية وهل سيعتبرون ذلك دعما لحرية الرأى؟
.
لماذا تتم مهاجمة الدكتور زغلول النجار والاعتراض على استكتابه فى «الأهرام» عندما يتحدث عن عقائد المسيحيين، بينما تتم مباركة القمنى الذى يصف الإنجيل بأنه كتالوج مزيف ويطالب المسلمين هم أيضا بالتخلص من كتالوجهم المزيف، بالمناسبة أنا واحد من الذين انتقدوا الدكتور زغلول بشدة، ونالنى من بعض محبيه تكفير يكفى بلدا بحالها، لكننى فقط أسأل عن سر هذه الازدواجية المرضية لدى بعض مثقفينا، الذين يطالبون باحترام عقائد الأقليات ويشجعون ازدراء عقائد الأغلبية
.
طيب، دعونا لا نتحدث من منطلق الغيرة على الدين، لكى لا يجد الإنسان نفسه متهما بتشكيل تنظيم متطرف يدعو إلى الاعتدال، قولوا لنا من منطلق علمانى بحت، ألا تسمح الولايات المتحدة بنشر وتداول جميع الآراء بما فيها العنصرية الكريهة، لماذا لم نسمع أن حكومتها كرمت كاتباً عنصرياً ومنحته جائزة رفيعة، ألا تسمح الدول الأوروبية بنشر آراء تشكك فى الهولوكست، ولا تعدم أصحابها مثلا بل تتركهم للقضاء، لكن لماذا لا تكرمهم وتمنحهم أوسمتها، لماذا تغضبون إذن عندما نقول إننا لا نريد مصادرة القمنى ولا غيره، لكننا من أجل مصر نرفض أن تكرمه الدولة لأغراض فى نفس وزير ثقافتها وأمراض فى نفوس بعض مثقفيها الذين أتحداهم أن يخرجوا إلى الملأ ليعلنوا للناس حيثيات تصويتهم لمنح الجائزة لسيد القمنى
.
ما هى الأفكار التى قدمها القمنى لمصر لكى تكرمه؟ هل مصر بحاجة لشخص مثل القمنى أنفق جهده ووقته لكى يقول إن النبوة كانت مشروعا سياسيا حلم به عبدالمطلب جد محمد، لكى يسيطر على الجزيرة العربية، وحقق الرسول عليه الصلاة والسلام لجده هذا الحلم، هل قررت الدولة المصرية أن حل مشاكلنا يكمن فى أن نسمع صرخة القمنى، التى أطلقها فى برنامج فى قناة الحرة «القرآن آه بس فى المرحلة المكية
..
قرآن المرحلة المدنية لا يصلح لى النهارده.. لما أقول إن الإسلام ده حلو واشيله وأحطه على جنب وأكمل حياتى يبقى ده وحش» (شاهد الحلقة بنفسك على اليو تيوب)، هل ما ينقص مصر الآن أن يقول لنا القمنى إن النبى عليه الصلاة والسلام قام بسقى أبى السيدة خديجة الخمر، لكى يسكره ويأخذ موافقته على الزواج منها، (يدعى القمنى أنه لم يأت بشىء من عنده وأنه نقل الواقعة من ابن كثير لكنه ينقل عن ابن كثير الواقعة المزعومة ويتعمد عدم نقل رد ابن كثير عليها)، هل نكرم القمنى لأنه أدرك أن ما نحتاج إليه الآن هو أن نعرف أن القرآن الكريم متأثر بأشعار الشاعر الجاهلى أمية بن أبى الصلت (فضحه الباحث المحترم منصور أبوشافعى عندما كشف أنه ينقل فى كتابه أن هذا الرأى قاله د. جواد على فى كتابه المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام
.
بينما لا ينقل القمنى ما قاله د. جواد ردا على هذا الرأى بأن الأشعار، التى يمكن أن تفهم منها تأثر القرآن بابن أبى الصلت تم وضعها فى العصور المتأخرة ونُسبت إليه، مستدلا على أن الألفاظ التى جاءت بها كانت ألفاظا مستحدثة وليست قديمة، وقد رجعت بنفسى إلى ما كتبه جواد على وتأكدت من هذا التحريف فى النقل الذى قام به القمنى). من حق القمنى أن
يقول ما يشاء، وحاشا لله أن نطالب بمصادرته أو تحويله إلى بطل
.
لكن السؤال الذى لن نكف عن إثارته، هل يستحق هذا الرجل أن تكرمه مصر التى لا يمكن أن تتصور الحضارة الإسلامية بدونها، وبدون رجالها وأزهرها وعلمائها فى كل المجالات، وهو الذى يقول بعلو صوته «مافيش حاجة اسمها حضارة إسلامية أصلا»، ويطالبنا بالاعتذار للعالم عن الفتوحات الإسلامية التى يسميها «احتلالا استيطانيا» قامت به «الخلافة المقبورة» على أيدى «سفاحين» مثل خالد بن الوليد، مع أنه يستخدم أسلوب المراوغة عندما يتحدث عن الروايات المسمومة، التى يستخرجها من بطون كتب التراث، ليعيد تركيب قصة زواج النبى صلى الله عليه وسلم بصفية بنت أخطب «بعد أن قتل كل أهلها لينالها»، ثم يقول بعدها مراوغا إننا يجب أن نحاكم هذا بمنطق ذلك الزمن وليس بمنطق زماننا، لكنه يتعمد نسيان هذا التفكير المنطقى عندما لا يخدم أغراضه وأمراضه. ونختم أسئلتنا غدا بإذن الله.

اصطباحة 3/8/2009

اصطباحة بقلم بلال فضل الإثنين ٣/ ٨/ ٢٠٠٩
بشرى سارة لكل عشاق التنوير، بعد سنوات طويلة من نجاح حرية الأستك القابلة للمط حسب أهواء المستخدم بحيث يضيقها فى وجه مخالفيه ويوسعها فى وجه مؤيديه، الآن فى الأسواق «تنوير أستك» حاصل على دعم ورعاية وزارة الثقافة، يمكن مطه لكى تزدرى الأديان وتشكك فى القرآن الكريم وتنقى منه على مزاجك، وتطعن فى شرف وسيرة ونبوة محمد عليه الصلاة والسلام، وتحصل على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية، وعندما يأتى من يرفض ذلك وينبه إلى خطورته على المجتمع ويشكك فى كفاءة ومصداقية الكاتب سيد القمنى، الذى حصل على أرفع جوائز الدولة تقديرا لتطرفه العلمانى، ساعتها يتم تضييق مقاس التنوير الأستك لتتهم بالتطرف ومناصرة الإرهاب.

طرحنا أسئلة على وزارة الثقافة فلم نلق إلا اتهامات من تحت لتحت ضمن كلام عمومى عن القوى الظلامية، وكأن مصر ليس أمامها إلا اختياران هما يوسف البدرى وسيد القمنى، وكأنك لو طالبت بالحقيقة والنزاهة والعدالة تستوى مع من يطالب بقتل القمنى وسحب الجنسية منه، هذه الخطة يجرى تطبيقها دائماً وتنجح بفضل وكلاء التنوير الأستك، الذين جعلوا وزير الثقافة منذ يومين يفرد ضلوعه أمام مراسلة قناة «العربية» رندة أبوالعزم ويقول لها «بيقولوا المثقفين واقفين ضده.. مين هم.. اتنين ولا تلاتة.. ماكلهم عندنا فى المجلس الأعلى للثقافة». لكن يبدو أن الخطة لن تنجح هذه المرة لأن الأسئلة تأتى من مثقفين لا يمكن المزايدة على وطنيتهم وبعدهم عن التطرف وإيمانهم بحرية الفكر والبحث العلمى، ولذلك قوبلت بالصمت الرهيب المخزى.

قلنا لوزير الثقافة: هناك مؤرخ جليل اسمه الدكتور قاسم عبده قاسم، يتحدى أن يكون سيد القمنى حاصلاً على شهادة دكتوراه أو صاحب إنجاز علمى يستحق تكريمكم له، أجيبوا على أسئلة الرجل واحترموا الناس، بالطبع لم يجب أحد، لكن يشاء الله أن تأتى الإجابة قاطعة وواضحة ونتمنى أن يكذبها القمنى لكى نعتذر له بكل شجاعة، سيد القمنى حاصل على شهادة دكتوراه مزيفة مشتراة، وهذه هى الأدلة التى ننتظر تكذيبه لها بفارغ الصبر.

شوف يا سيدى، أرادت قناة «الحرة» أن تكرم سيد القمنى فى أحد برامجها فأعدت عنه تقريراً ضافياً شافياً صورت ضمنه شهادة الدكتوراه، التى يدعى أنه حصل عليها فى فلسفة الأديان التى كانت دائماً محط علامات استفهام يرفض القمنى الإجابة عليها، شاب اسمه محمود على يدرس فى كلية الطب شاهد التقرير على الـ«يوتيوب» ولأنه قرأ ما أثير من لغط حول الشهادة قام بتثبيت الصورة على الثانية رقم ٤٠،
وقرأ بيانات الشهادة التى قال التقرير إن القمنى حصل عليها سنة ١٩٨٣، وجد أن الشهادة صادرة من جامعة Southern California university، قام باتباع قواعد البحث العلمى، ودخل إلى «جوجل» ليبحث عن الجامعة فى الأدلة المعتمدة عن الجامعات الأمريكية فوجدها تكتب عن هذه الجامعة بالنص (فى دليل Bear مثلاً) «هى واحدة من عديد من الكليات المزورة التى تمتلكها عائلة فاولر، خمسة منهم عوقبوا بالسجن فى عام ١٩٨٧ لدورهم فى بيع شهادات جامعية فى أنحاء العالم لمختلف الدرجات العالمية، تباع بمائتى دولار للشهادة مستغلة تشابه اسم الجامعة مع جامعة عريقة اسمها (UNIVERSITY OF SOUTHERN CALIFORNIA).

فى موقع www.articledepots.com ستجد جميع تفاصيل العملية التى أسقطت بها المباحث الفيدرالية الأمريكية هذه الجامعة المزيفة فى عام ٨٧، بعد أربع سنوات من حصول القمنى على شهادته، العملية عرفت باسم «dipscam» أى فضيحة الدبلومات الجامعية، وقد سقط فيها مع جامعة السيد القمنى ست جامعات أخرى، والتفاصيل كلها وروابط المواقع الأجنبية المحترمة موجودة لدى إذا كان فى هذه البلاد أحد يحترم الحقيقة، وإلى أن يحدث ذلك ولكى تكتمل صورة القمنى عليك أن تضع هذه الفضيحة المدوية إلى جوار ما سبق أن أثاره الكاتب المحترم سعد القرش من حوالى ١٢ عاماً عن فبركة القمنى لوقائع تعرضه للتهديد من المتطرفين،

وأضف عليه ما قام به باحث متخصص فى التراث الإسلامى مثل الأستاذ منصور أبوشافعى الذى قام بإصدار ثلاثة كتب فضح فيها اتباع القمنى لسياسة «التنوير بالتزوير»، والكتب موجودة لمن يريد أن يقرأ دون أحكام مسبقة يتم إطلاقها على كل من يعارض القمنى، ليتم وضعه قسرا فى صفوف المتطرفين الذين يريدون قتل كل من يختلف معهم.

طيب فرضنا أن اللا دكتور سيد القمنى كان حاصلاً على أرفع الدرجات العلمية فى فلسفة الأديان، ولم يشتر دكتوراته لا سمح الله، هل كان يستحق الحصول على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية؟، هل يستحق أن تكرمه دولة تجتاحها موجات عاتية من التطرف الدينى تسعى للقذف بها إلى المجهول والعياذ بالله؟، هل أخطأت عندما وصفت سيد القمنى بالهجاص؟. وكل هذه أسئلة مهمة نجيب عليها فى الغد بأسئلة جديدة.

اصطباحة 30/7/2009


اصطباحة بقلم بلال فضل الخميس ٣٠/ ٧/ ٢٠٠٩
٢ـ يا سبحان الله، بعض أصدقائنا من أنصار الليبرالية العوراء لا يجدون غضاضة فى الاستشهاد بما تنشره الصحف الإسرائيلية، لكنهم يكادون يُجرِّمون الاستشهاد بما ينشره موقع «المصريون» الإلكترونى عن فضيحة منح سيد القمنى جائزة الدولة التقديرية، كل ذلك لأن القائمين عليه «إسلاميو التوجه» طبقا لأخف الأوصاف التى اخترت نشرها، لأن
باقى الأوصاف المذكورة تصلح فقط للتقارير المكتوبة خصيصا لأمن الدولة
.
طيب، ليكن القائمون على موقع «المصريون» كما تقولون وأكثر، لماذا إذن لا تأخذ الدولة تحركا سريعا للتحقيق فى الفضائح التى نشرها الموقع حول جائزة القمنى لكى تبرئ ساحتها من أنها منحت الجائزة للقمنى فقط نكاية فى التيار الإسلامى، وتثبت للجميع أن التهمة وراءها «إسلاميين وحشين» يفترون عليها كذبا
.
لماذا لا يخرج السيد فاروق حسنى، وزير الثقافة، من عالمه الفانتازى اليونسكوى ليرد على ما نشرته «المصريون» من تصريحات للمؤرخ المرموق الدكتور قاسم عبده قاسم الذى تشرفت به جائزة الدولة التقديرية هذا العام والذى يعرف فضله كل محب للتاريخ سواء كان دارسا أو قارئا، والذى قال بالنص «على مسؤوليتى الشخصية القمنى ليس حاصلا على الدكتوراه، وأتحدى القمنى ومن رشحوه ومن منحوه الجائزة أن يظهروا للناس شهادة الدكتوراه التى يزعمون أنه
يحملها، هذا نموذج للتزوير فى أفحش صوره
»،
يقول الدكتور قاسم إنه التقى قبل سنوات بالقمنى وسأله عن موضوع الدكتوراه التى يحملها ومن أشرف على رسالته ومن ناقشوه فيها، فتهرب منه القمنى وظهر بعدها يروج أنه حصل على الدكتوراه بالمراسلة من جامعة أجنبية، يقول الدكتور قاسم «وأهدى تصريحه هذا لمن اتهمونى بالتجنى على القمنى لأننى وصفته بالهجاص، ما ينشره القمنى عن التاريخ الإسلامى أو التاريخ القديم لا يمت بصلة للعلم ولا للمنهج ولا للأمانة، مجرد زيف وتهريج
».
ثم يختم الدكتور قاسم تصريحاته الخطيرة بقوله «هناك جهات متطرفة فى وزارة الثقافة لها مواقف عدائية شديدة من التيار الإسلامى رأت منح الجائزة للقمنى نكاية فى التيار الإسلامى دون أن يتحسبوا لردود الفعل ودون أن يستشعروا بعظم المسؤولية التى حملتهم الدولة إياها، وأن منح الجوائز الرفيعة باسم الدولة ينبغى أن يتنزه عن مثل هذه التوجهات غير العلمية
»،
مؤكدا أن أتيليه القاهرة الذى تم منح الجائزة للقمنى من خلال ترشيحه تحول إلى «ثقب خطير فى تمرير بعض الجوائز المثيرة للجدل رغم أنه غير مؤهل لذلك ولا يصح أن يكون جهة ترشيح للجوائز العلمية، كيف لجمعية أهلية تتبع وزارة الشؤون الإجتماعية أن يكون لها حق اختيار أو ترشيح من يحصلون على أرفع جوائز الدولة
».
هل هذا كلام يمكن الصمت عليه، للأسف هذا ما حدث، تماما كما قوبلت بصمت تام الفضيحة التى فجرها موقع «المصريون» قبل أسبوع عندما نشر تصريحات للعالم المرموق الدكتور قدرى حفنى، عضو لجنة الفحص لجائزة الدولة
التقديرية، نفى فيها أن تكون لجنة الفحص قد قامت بفحص أعمال المتقدمين للجائزة
،
مؤكدا أن اللجنة عملها شكلى محض وليس لها صلاحية لتقويم الأعمال أو إبداء الرأى فيها أو فى أصحابها أو حتى معرفة الطريقة التى تمت بها عملية الترشيح من الجهات المختلفة، كاشفا معلومة خطيرة أن لجنة الفحص المكونة من الدكتور قدرى، والدكتور مصطفى سويف، والدكتور مصطفى الفقى، كان من صلاحياتها سابقا النظر فى أوراق المرشحين وأعمالهم وتقييمها
،
إلا أن دعوى قضائية غامضة انتهت إلى سحب هذه الصلاحية من أعضاء اللجنة، وهو ما دفعهم إلى اعتزام تقديم استقالاتهم ثم تراجعوا عنها
فى اللحظات الأخيرة حتى لا يتهموا بعرقلة أعمال اللجنة، ولعل تصريح الدكتور قدرى يؤكد ما نظنه من دور للوزير فاروق حسنى فى فرض حصول اسم سيد القمنى على الجائزة، لعله يحصل على دعم دوائر غربية بعينها فى حلمه باليونسكو
،
ونتمنى أن يكذبنا الوزير الذى أتحداه أن يعلن على الشعب المصرى حيثيات حصول سيد القمنى على جائزة الدولة التقديرية، وأن يقول لنا ولو فكرة علمية لامعة واحدة تجعل القمنى يستحق الجائزة فى العلوم الاجتماعية، وأن يفسر لمواطنى هذه البلاد كيف يتخذ القرار فى وزارة الثقافة التى صارت عزبة مسخرة لأحلام سيادة الوزير التى تهدد مصر بالمزيد من الكوابيس
.
هل القمنى هجاص فعلا؟، وهل يزدرى الأديان فعلا؟، ليس عندى أدنى شك فى ذلك، وجاهز للمحاكمة والمحاسبة لإثبات ذلك؟، ومستعد أيضا لأن أثبت أن الإسلام نفسه يعطى القمنى الحرية فى أن يقول ما يشاء عنه، ويضمن له ألا يؤذى فى رزقه وأهله، لكن إذا قمت بإثبات كل ذلك هل تتم وقتها محاكمة من منح القمنى جائزة الدولة التقديرية من مال الشعب؟ هذا هو السؤال.

اصطباحة 29/7/2009


١ـ لا أدرى من الذى شار على وزارة الثقافة تلك الشورة المهببة التى جعلتها تمنح جائزة الدولة التقديرية للكاتب سيد القمنى، فقط لكى يظهر وزير الثقافة بمظهر حامى حمى التنوير أمام الدوائر الغربية التى وضعت عينها على القمنى منذ فترة وقررت (كما يكشف هو نفسه فى مدونته) أن تتبناه وتلمعه وتنفخ فى صورته، دون أن يدرك «الشاير والمشور عليه» أن تلطيخ سمعة هذه الجائزة بحصول القمنى عليها سيصب الزيت على نيران التطرف التى تهدد البلاد والعباد
.
إذا كنت إرهابيا ليس هناك ما هو أسهل من مهمتك الآن، هات شابا عاطلا عن العمل، محبطا، مقموع الأحلام، وقل له إن الدولة التى تحرمه من ممارسة أبسط حقوقه فى الحياة تقوم بتكريم كاتب يقول إن الغرب لم يتقدم إلا عندما تخلص من كتالوجه المزيف الإنجيل ولن نتقدم إلا عندما نتخلص من كتالوجنا المزيف، فى الوقت نفسه الذى تقمع فيه كل من يرفع راية الإسلام عالية خفاقة، ثم اطلب منه أن يفجّر نفسه فى أى هدف تختاره له لكى يصعد إلى حيث الحور العين وأنهار الجنة، ولتذهب مصر إلى الجحيم، فالسيد فاروق حسنى سيكون وقتها فى اليونسكو.
لن ألومك إذا اتهمتنى بتهويل الأمور وتحميلها أكثر مما تحتمل، فأنت بالتأكيد لم تقرأ ما يتم ترديده فى الكثير من مواقع ومنتديات الإنترنت التى أصبحت الصديق المجانى للملايين من شبابنا المحبط اليائس، بعض هؤلاء الشباب أرسل إلىّ يكفرنى لأننى قلت إننى كما أعارض حصول القمنى على الجائزة، أعارض أى إيذاء له أو تهديد لحريته، فى رأيهم «الإسلام لا يقبل بأنصاف الحلول»، «كيف تغار على جائزة ولا تغار على زوجات النبى أيها الملعون
»،
«كيف تعترض على ترشيح كافر لتقوم بترشيح كافر آخر هو نصر حامد أبوزيد، ألا تعلم أنك ستحشر معه إلى جهنم وبئس المصير»، وكلام أقسى لا يصلح للنشر تماما كما لا تصلح للنشر رسائل «أبيحة» من بعض غلاة العلمانيين أخف ما فيها اتهامى بمغازلة التطرف، كل هذا فى الواقع الافتراضى
،
أما فى الواقع الذى يحكمه من انتهى عمرهم الافتراضى فالصورة ليست أقل بؤسا، فجأة يظهر من يدعو النائب العام لسحب الجنسية المصرية من القمنى، ومن يهدر دمه، لكى يتحول القمنى دون وجه حق إلى شهيد وبطل
،
ولكى تتعرض لإرهاب فكرى إذا فكرت أن تفضح زيفه، لن يسمع لك أحد عندما تقول إن من حق القمنى أن يقول ما يريد، لأن الله وحده هو الذى يمتلك الحق فى محاسبته، أما ما نملكه كبشر فهو أن نطالب الدولة بأن تدعم الاعتدال لا التطرف، وأن تكف عن التخبط الذى يجعلها تغذى وحش التطرف الدينى ثم فجأة تقرر الآن أن تغذى التطرف العلمانى لكى يتوحش هو الآخر، وتضيع البلاد بينهما.
فى ظنى مطالبة النائب العام بسحب الجنسية عن القمنى فرقعة إعلامية ستتلاشى من تلقاء نفسها، وما يجب أن نطالب النائب العام بالتحقيق فيه هو تحديد المسؤولية عن إهدار ٢٠٠ ألف جنيه من المال العام تكريما لشخص يزدرى الإسلام والمسيحية معا
،
كنا نتمنى أن يكون بيننا رجل رشيد يطالب النائب العام بأن يحقق فى صحة ما نشره موقع صحيفة «المصريون» على لسان رئيس تحريره الكاتب محمود سلطان، الذى قال فى مقاله الافتتاحى إن أحد الحاصلين على الجائزة هذا العام قال للموقع إنه شعر بالإهانة لوجود اسم القمنى معه فى كشف الفائزين، فعاتب مسؤولين بالمجلس الأعلى للثقافة على تكريمهم لكاتب على تزويره وخيانته للتاريخ والاستقامة العلمية فى البحث، فجاءه الرد صادما «نعلم أنه كذلك وأنه سب الدين فعلا، لكنه هو الشخصية المناسبة التى اخترناها نكاية فى التيار الإسلامى»،
ولا أدرى عندما يُنشر هذا الكلام ويسرى فى الإنترنت سريان النار فى الهشيم وسط صمت مطبق من أجهزة وزارة الثقافة، فأى مصيبة يمكن أن ننتظرها بين عشية وضحاها، سواء كانت مصيبة تهدد حياة القمنى أو تهدد أمن البلاد بأسرها
.
المؤسف أنه لو كان هذا كل ما نشره موقع «المصريون» لهان الأمر، ولقلنا إنه كلام مرسل لا يستند إلى مصدر محدد، لكن ما نشره نفس الموقع على لسان المؤرخ القدير الدكتور قاسم عبده قاسم ولسان العالم الجليل الدكتور قدرى حفنى، أشد وأنكى، والصمت عليه جريمة لا تغتفر. ونكمل غدا
.

اصطباحة 26/7/2009

اصطباحة
نعم، أنا أعى جيداً ما أقول. مع احترامى البالغ للمجلس الأعلى للثقافة قيادة وشعباً، إذا كنا حقاً نريد مساندة أصحاب الآراء المستنيرة والشجاعة ألم يكن من الأولى أن يتم منح الجائزة لعالم محترم مثل الدكتور نصر حامد أبوزيد الذى مهما اختلفت مع آرائه لا يمكن أن تتهمه بازدراء الأديان أو الاستعراضية أو الغوغائية أو السعى إلى الشهرة، ألم يكن هذا التكريم سيرد الاعتبار لهذا الرجل الذى أُبعِد عن وطنه لكى لا يفرقوا بينه وبين زوجته، مع أنه لم يفعل شيئاً خارج إطار مهنته كباحث جامعى من واجبه أن يخطئ ويجرب ويجمح ويشطح ويدافع عن أفكاره ويتراجع عنها لو اقتنع، خاصة أنه لم يتخذ من أفكاره وسيلة للشهرة أو الحصول على مكاسب مادية؟! ولو لم يكن قد تعرض للمثول
أمام محاكم التفتيش فى أفكاره ونواياه لكان قد استمر فى جامعته وبلده حتى آخر عمره
.
قاطعنى الصحفى «الأشبب» قائلاً: «بصراحة أنا مش فاهم منك حاجة.. إزاى تبقى ضد سيد القمنى ومع نصر حامد أبوزيد فى نفس الوقت»، قلت له «إذا كنت ضد أحد أو معه فأنا مع احترام قيمة جوائز الدولة وضد ابتذالها باستخدامها (مَنَطّاً) إلى اليونسكو»، ثم قلت له إن سؤاله ذكّرنى بالعالم الجليل الدكتور حسن حنفى الذى حصل على جائزة الدولة التقديرية هذا العام، والذى استأت بشدة من محاولة بعض المحتجين وضعه فى سلة واحدة مع القمنى، خصوصاً أن الدولة تأخرت كثيراً فى تقديره بسبب مواقفه المستقلة الجريئة، قد تصدمك بعض آراء الدكتور حسن الدينية لكنك تظلمه لو نسيت أنه صاحب مشروع فلسفى وفكرى محترم أفنى عمره من أجله، تتلمذت على يديه فى كلية الإعلام حيث درّسنا مادة الفكر المعاصر
،
كنا نوقن فى نهاية كل محاضرة أنه ينتمى إلى المذهب الذى يدرسه فيها من فرط تميزه فى عرضه، بعض زملائنا من أنصار التيار الإسلامى كانوا يكفرونه عقب كل محاضرة، مرة لأنه ماركسى وأخرى لأنه وجودى وثالثة لأنه يؤمن بالوضعيه المنطقية
،
بينما سعيت أنا وبعض زملائى لقراءة كتبه ليزداد إعجابنا بأفكاره الجريئة الحالمة بتثوير الإسلام، ذات يوم قرأنا على زملائنا الإسلاميين بعض مقتطفات من كتبه عن الدين والثورة فى مصر، فنهض أحدهم وهتف «الله أكبر ولله الحمد.. ينصر دينك يا دكتور حسن»، وبعد أن قرأنا مقتطفات أخرى صرخ صديقنا «الله يخرب بيتك يا دكتور حسن.. هتمخول اللى خلفونا»، مازلت أذكر يوماً فاض فيه الكيل بإحدى زميلاتنا من معتنقى نظرية «الدح»، فطلبت الإذن من الدكتور حسن لتقول له وبلاهة خريجى الثانوية العامة فى عينيها «أنا مش فاهمة حضرتك عايزنا نقتنع بأنهى نظرية بالضبط.. حضرتك بتغير رأيك كل أسبوع ليه.. إحنا كده اتلخبطنا
»،
نظر إليها الدكتور حسن مبتسماً ثم قال بصوته المميز «يا آنسة أنا جاى هنا مخصوص عشان ألخبطك.. لأنك لو ما اتلخبطتيش مش هتعرفى تفكرى.. يا آنسة بطلى نقل فى اللى باقوله وحاولى تفكرى فيه كل أسبوع عشان فى الآخر يا آنسة يبقى ليكى تفكيرك الخاص»، هذا حقاً هو العالم الذى يستحق التكريم والتقدير والاحترام
،
ومن العيب كل العيب أن يتم جرح مكانته ومكانة كل العظماء الذين حصلت عليهم جوائز الدولة هذا العام بحشر اسم سيد القمنى بينهم، إن الرسالة التى يحملها تكريم القمنى شديدة الخطورة، لأنها تشكل انحرافاً للدولة عن دورها الذى يوجب عليها دعم الآراء المستنيرة والمجددة والجادة، لتتجاوزه إلى دعم الآراء المتعصبة والغوغائية والمتطرفة، غافلة عن كون التطرف العلمانى توأماً للتطرف الدينى، ولن ينصلح حال هذا الوطن إلا عندما يتخلص من الاثنين، أنا آسف لن يحدث أبداً أن نتخلص من المتطرفين إلى الأبد، لكن أليس واجبنا أن نحاول تحجيمهم وعدم السماح لهم بأن يجعلوا من بلادنا ضحية لصراعاتهم المهووسة
.
صرخ الصحفى الشاب فىّ مجدداً «برضه مافهمتش انت مع مين بالضبط؟»، قلت له «طالما أنت مُصر على أن تتبع معى سياسة (انت معانا ولا مع التانيين)، دعنى أوضح لك موقفى أكثر، يا سيدى إذا أقيمت فى يوم واحد مظاهرة تندد بمنح جائزة الدولة التقديرية للدكتور سيد القمنى، وأخرى تندد بالدعوات التى تطالب بمصادرة كتبه وقمع حريته، فسأشترك فى المظاهرتين».
قال لى وقد يئس منى «يا أخى إنت لخبطتنى معاك» فقلت له مستحضراً أستاذنا العظيم حسن حنفى «كويس، لعلمك بقى أنا رديت عليك مخصوص عشان ألخبطك». وانتهت المكالمة.

اصطباحة 25/7/2009

اصطباحة بقلم

لا أحب الأسئلة الموجهة التى لا تحمل رغبة فى معرفة رأيك بقدر ما تحمل رغبة فى تأييدك لرأى سائلها، ومع ذلك عندما سألنى صحفى «أشبب» منى: «ما رأيك فى إهانة وزارة الثقافة للدين الإسلامى ومشاعر المسلمين بمنحها جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية للكاتب الدكتور سيد القمنى المعروف بكتاباته المتجاوزة ضد الإسلام؟
»،
كظمت غيظى من صياغته للسؤال وأجبته قائلاً: بصراحة، لا أعتقد أن الدين الإسلامى يمكن أن يُهان بسبب آراء كاتب مهما كان وأيًا كانت آراؤه، فقد كان لدى الإسلام من القوة ما يجعله يورد آراء من يكفرون به بل وآراء من يشتمون رب العزة فى متن القرآن الكريم ويرد عليها، أما مشاعر المسلمين فلا أعتقد أنه ينبغى أن يهينها ما هو أكثر من ضعفهم وهوانهم
،
لذا أعتقد أن الإهانة الحقيقية كانت من نصيب جائزة الدولة التقديرية التى يفترض أن تمنح لأصحاب الإنجازات العلمية والأدبية والفنية المحترمة والمتميزة، وليس لكاتب مثل الدكتور القمنى، أما الإهانة الأقسى فقد لحقت بالعلوم الاجتماعية التى لا أدرى بوصفى من دارسيها ومحبيها على أى أساس تم إلحاق بذاءات القمنى بها ظلما وعدوانا
.
«غريبة.. كنت فاكرك هتقول كلام مع القمنى مش ضده.. حد قال لى إنكو كنتو بتنشروا له فى الدستور زمان» قالها لى الصحفى «الأشبب»، وأنا ألخص لك هنا ماقلته له: «أولاً لست مسؤولا عن أحكامك المسبقة..
ثانيا لو كنت أتولى الآن مسؤولية تحرير صحيفة لنشرت للدكتور القمنى كل حرف يرسله إلىّ، ولو تعرضت كتبه للمصادرة لأدنت ذلك، ولو تعرض لإيذاء بسبب آرائه لدافعت عنه مع أن آراءه لا تدخل ذمتى بنكلة
،
لكن كل هذا كوم ومنحه جائزة الدولة التقديرية التى تمول من جيوب دافعى الضرائب كوم آخر، إذا أراد وزير الثقافة فاروق حسنى أن يصور تكريمه للقمنى على أنه وقوف ضد التطرف الإسلامى من أجل زيادة فرصه فى الوصول إلى اليونسكو، فليدفع للقمنى آلاف الجنيهات من جيبه الخاص وليس من ميزانية الدولة التى ينبغى أن تكرم العلماء الجادين والمحترمين
،
ينبغى هنا أن نسأل هل يمكن أن تمنح دولة غربية جائزتها التقديرية لكاتب ينكر المحرقة أو يزدرى اليهودية أو المسيحية، بالطبع لا، فلماذا إذن تقبل حكومة الحزب الوطنى المباركة منح جائزة رفيعة لكاتب يزدرى الإسلام والمسيحية بأسلوب فج استفزازى غوغائى أبعد ما يكون عن العلم والمنطق؟،
لست فى هذا أفترى على الرجل بل أقول رأيى بعد متابعة لكتبه ومقالاته تجعلنى أقول بضمير مستريح إنه ليس مفكرا بقدر ما هو (هجّاص) بكل ما للتعبير الشعبى من دلالات عبقرية، لن ألعب لعبة اقتطاع أجزاء من كتاباته لأنتزعها من سياقها، فهى ليست بحاجة لتحريف أو اقتطاع أو تأويل لتدرك أنها أبعد ما تكون عن العلم والأدب أيضا، يمكنك أن تقرأها كاملة فى كتبه ومقالاته إن أردت،
ثم ارجع من فضلك إلى مقالة بديعة كتبها عام ١٩٩٧ الروائى والكاتب المحترم والمستنير سعد القرش فى صحيفة الدستور وفضح فيها القمنى فضيحة القطط، كاشفا فبركاته وكذبه وسعيه المهووس للشهرة الذى جعله على سبيل المثال لا الحصر يدعى أن مدرسة الأطفال المجاورة لبيته يخرج طلابها كل يوم ليرجموا بيته بالحجارة بتحريض من مدرسيهم،
ثم يتضح أن كل ما كتبه لم يحدث وأن أقرب مدرسة من بيته تبعد عشرات الكيلومترات، ولم يجرؤ القمنى على أن يرد بكلمة على ما جاء فى
مقال سعد القرش، الذى أتمنى أن يعيد نشره على الإنترنت، بعدها خنس القمنى فترة من الزمن ثم عاد لينشر فى مجلة روزاليوسف أفكاره المستفزة، التى تمثل أكبر خدمة يتمناها المتطرفون وأعداء الإصلاح،
وفجأة واصل تصرفاته الاستعراضية غير المتزنة حين كتب يعتذر عن كل أفكاره الكفرية ويعلن توبته إلى الله عنها، ليتسبب فى حرج بالغ للمجلة التى هاجمته بشدة لأن اعتذاره الاستعراضى جلب لها اتهامات بنشر الكفر، بالذمة هل هذا سلوك عالم يستحق منحه جائزة الدولة
التقديرية بجلالة قدرها؟
أم أن كبيره وآخره كمواطن هو الحصول على فرصة للعلاج نفسيا على نفقة الدولة، وإذا كان الهدف حقا هو دعم الآراء المستنيرة فى
مواجهة التطرف، ألم يكن الدكتور نصر حامد أبوزيد هو الأولى بالتكريم؟».
قطعت الجملة الأخيرة فرحة الصحفى الشاب بما قلته فصرخ قائلا: «إيه.. إزاى يعنى»، وأنا رددت عليه بما ستقرؤه غدا بإذن الله.