إصطباحة

بلال فضل

تنشر على موقع المصرى اليوم

 

Monday, January 5, 2009

اصطباحة 3/1/2009



اصطباحة السبت 3/1/2009

الكل باطل و قبض الريح .
و لذلك قاتلنى الله إن أمسكت العصاية من النص . أنا ضد سياسات الرئيس مبارك و ضد خنوع الرئيس عباس و ضد مغامرات الشيخ هنية . ضد أبو الغيط و فوزى برهوم و محمد دحلان . ضد الإستبداد و الضعف المهنى و الخواء الفكرى و الخلل السياسى من أى كائن يكون يكون و إن رفع أنبل شعارات فى الكون .

أنا ضد أن تعتدى إسرائيل على غزة ، فيحاصر العرب البواسل السفارات المصرية ، و لا يفكر أحدهم أن يضع روحه على كفه و يذهب لمحاصرة السفارة الأمريكية ، لأنه يعلم أن سلطات بلاده ستفتح عليه النار .

أؤمن بالعروبة لكن ذلك لن يمنعنى من أن أسأل أهل الأردن و لبنان الغاضبين على مصر أن يتذكروا كيف يُعامَل الفلسطينى فى الأردن كمواطن درجة ثانية ، و كيف يُعامَل الفلسطينى فى لبنان معاملة لا آدمية أخرجت بعض مثقفى لبنان الشرفاء عن شعورهم و دفعتهم لكتابة بيان يستنكر تلك المعاملة ، فبالله عليكم أصلحوا أنفسكم قبل أن تزايدوا على مصر التى لم يفتح أحد حضنه للفلسطينيين مثلها .

أنا ضد نظام الحزب الوطنى ، الذى بهدل مصر آخر بهدلة ، لكننى لن أطالبه بأن يحتذى حذو حكام الحروب الكلامية لكى يكتسب محبتى ، فأنا لن أقف أبداً خلف زعيم سلم مشروع بلاده النووى للأمريكان و احتجز شعبه كرهينة سنين طويلة لمجرد أنه الأعلى صوتاً فى مواجهة إسرائيل . 

لن أقف مع زعيم اغتصب كرسى الحكم بمساعده والده و رمى كل من طالب بالإصلاح فى غياهب السجون دون محاكمات عادلة ، لمجرد أنه يلعن إسرائيل بالبُق ، لن أرتجى خيراً من الأمراء الذين صافحوا الإسرائيليين سراً من زمان ثم يرغبون فى غسيل أموالهم و تاريخهم بكام طائرة مساعدات ، 

لكننى أيضاً حزين على مصر التى شالت الهم الفلسطينى طيلة عمرها و أنا أراها تخسر القضية لأنها وكلت محامياً اسمه أبو الغيط ، لا يستطيع أن يصيغ رداً متماسكاً على سؤال صحفى ، و يخترع أسلوباً جديداً فى الدبلوماسية هو أسلوب التطجين ، و يجعلنا نترحم على مكلمة عمرو موسى فقد كانت تحتفظ لنا بورقة توت تستر عورتنا .
لن يمنعنى حزنى على دماء الأبرياء فى غزة ، ألا أجهر بحزنى على دم الضابط ياسر فريج حارس الحدود الذى سقط و هو يؤدى واجبه ، فكل ما يسيل من دماء فى غزة لا يجعل الدم المصرى رخيصاً أبداً .

لن يمنعنى تضامنى مع أهل غزة أن أدعوهم إذا أرادوا لأن يقتحموا بأجسادهم مكاناً ما فليكن خطوط التماس مع إسرائيل و ليس حدود مصر ، و لن تمنعنى محبتى لهم من أن أقول إنهم ما كان ينبغى عليهم أن يسلموا أرواحهم لمن يلعب بها لعبة الموت ، فعديم الكفاءة لا يصح أبداً أن يكون بديلاً للفاسد .

لن تمنعنى محبتى للسيد حسن نصر الله من عتابه لأنه أخطأ خطأ لا يذهب بفضله ، تمنيت أن يتذكر و هو يلقى خطابه للشعب المصرى ما سبق أن قاله بأن سلاح حزب الله لن يستخدم إلا من أجل لبنان فقط ، كنت أتمنى ألا يقول ما يستخدمه البعض مزايدة على مصر و شعبها الذى ضحى بالكثير من أجل فلسطين و العروبة ، و إذا كان سماحته يخبرنا بضرورة أن نقتحم الحدود لأن الحياة لا تطيب فى ظل وجود أبو الغيط و أمثاله ، فنحن أيضاً نذكره بأن الحياة لا تطيب فى ظل وجود سمير جعجع ووليد جنبلاط ، و إذا كان يتفهم عدم دخول إيران و سوريا فى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل ، فنحن أولى بتفهمه و قد أحببناه و ساندناه و خاصمنا فيه الناس . 

لكن كل نقاط الاختلاف هذه لن تمنعنى أن أعتذر لسماحته عن الإنحطاط الذى مارسه بعض كُتاب السكك الذين خاطبوه بعبارات قذرة ظنوا بها أنهم يُرضون من أوصلوهم إلى مناصب ، لم يكونوا يستحقونها ، فصغرونا و صغروا بلادنا الكبيرة التى تعرف قدر الكبار .

لن يمنعنى كرهى لإسرائيل أن أسأل : أليس من حق الشعب الفلسطينى أن يهدأ قليلاً و يلتقط أنفاسه و يطبب جراحه ؟ و هل المطلوب أن ندفعه دون هوادة لكى تُزهق روح آخر طفل فلسطينى فقط لكى نشعر على كنباتنا أننا بخير ؟ 
لن يمنعنى حزنى على الأربعمائة شهيد الذين سقطوا بنيران إسرائيل أن أذكركم بأن آلافا من إخوانهم العرب غرقوا و احترقوا و ماتوا سراعاً بالتعذيب و بطئاً بالمرض ، و يموت آلاف غيرهم كل يوم بفعل الفساد و الظلم و المحسوبية و السلبية و الخنوع و الجهل ، 
و لن تتوقف إسرائيل عن قتل المزيد من أبناء فلسطين إلا عندما يرفض العرب الموت بأيدى حكامهم .

البطولة ليست أن ترفض ما يفعله عدوك و تطرمخ على ما يفعله بك حاكمك ابن بلدك ، و لأننا جميعاً نكتفى برفض ما يفعله العدو و نطرمخ على ما يفعله الحكام ، فنحن لسنا أبطالاً بل نحن باطل ، و الباطل قبض الريح

6 comments:

  1. أستاذ بلال
    حضرتك قلت إللي نفسي أقوله وأكيد كتير مننا نفسه يقوله بعيدا عن هتافات الكثير التي لا طائل منها
    إحنا كل يوم بنظلم من حكامنا وبنظلم بعض وبنقتل بعض على الحدود...ونرجع نهلل
    محتاجين كل واحد يقف مع نفسه وقفه ويصلح نفسه وبلده علشان القضيه تتحل
    تحية لك على مكاشفتك للأوضاع بصدق
    دمت سالما

    ReplyDelete
  2. فعلا عبرت عن مشاعر ناس كتير

    ReplyDelete
  3. أنا ضد سياسات الرئيس مبارك و ضد خنوع الرئيس عباس و ضد مغامرات الشيخ هنية

    انت كده مش ماسك العصا من المنتصف ؟!!!!!

    فاكر لما كتبت فى الدستور الاسبوعى بعد مرجعت من لبنان فيما معناه ان حزب الله أخطأ و زوجتك عاتبتك و موقفك لان مع مرور وقت الحرب

    نفس موقفك من حماس يتكرر الان

    ايه الفرق بين اللى عمله حزب الله و حماس ؟

    ملحوظة :

    مبارك ليس رئيسا شرعيا لمصر و أسأل استاذك

    انت تمسك العصا من المنتصف عن جدارة

    ReplyDelete
  4. اكثر ما يحزنني كعربي مسلم هذه الكلمات الجارحة التي يلقيها الكثير من العرب والمسلمين دون تفكير فالمصريون والسوريون واللبنانيون والاردنيون والكويتيون والسعوديون والواق واقيون كلهم احتضنوا الفلسطينيين وقدموا لهم الكثير وبعد كل هذا الدعم اللامحدود للفلسطينيين وصل الفلسطينيون الى الحضيض وعندما زاد الاخوة المصريون من دعمهم اصبحنا نتمنى ان نرتفع الى الحضيض واسال الله ان توقفوا دعمكم فقد بلغتم منا الجهد ولم نعد نحتمل .
    ايها الفاضل ان اخر عهد لمصر مع الصراع العربي الاسرائيلي كان في حرب 1973 وبعدها لم نسمع من القاهرة الابية الا ان السلام هو خيارها الاستراتيجي اي انها خرجت من الصراع منذ 35 عام وعمر الصراع هو 60 عام ولن اقول لك ان مصر هي التي اضات غزة ولن اقول لك ان ان هنالك واجب قومي او ديني او اخلاقي او غير ذلك فانا اعترف ان هذا الواجب يلزم كل الناس الا القاهرة عاصمة العروبة وحاضنة الازهر.
    ارجو ايها الفاضل ان تقرا وتبحث وتحسب الدعم الذي تقدمه اوروبا لليهود حيث لا قومية ولا دين يجمعهم ولا حتى علمانية هل تعلم ايها الصديق ان امريكا تقدم لاسرائيل يوميا خمسة عشر مليون دولار ؟ اه ايها العزيز كم احتمل الفلسطينيون من الكذب والبهتان والنفاق

    ReplyDelete
  5. الأخ العزيز عبد الرحمن أنا أسف جدا بالنيابة عن بلال الذي أحبه وأحترمه وإن كنت أستغرب حساباته الخاطئة في كثير من الأحيان وبالذات النسخة المدجنة منه اللي هيا بتاعت المصري اليوم أنا أعتذر عنه لأني عرفته كقارئ أنه رجل محترم ويمتلك فضيلة الرجوع للحق إذا أخطأ بينما لا يستحق كلام السفهاء في الصحف القومية والردح والمعايرة اليومية لكم أي اعتبار أو اعتذار
    عذرا مجددا وندعو الله أن يهدينا جميعا للحق

    ReplyDelete
  6. العزيز الأستاذ بلال فضل
    أدّعي أني أفهم غضبك هذا على الجميع و عتبك المحبّ على البعض , و أعرف من أي منطلق ينبعث . كوني أعرف بلال فضل الذي يكتب للفقراء و المظلومين و عن الفقراء و المظلومين ويكتب من بينهم و يفخر أنه منهم و لهم , وهذا الشخص لا يمكن سوى أن يكون إلى جانب المظلومين من أي بلد أو عرق أو دين كانواو المقاومين في كل زمان و مكان , هم مظلومون ثاروا على الظلم و القهر و ليسوا غير ذلك , و بلال ثائر بقلمه و فكره لذلك هو منهم و معهم
    ..لكن اسمح لي أولاً أن أقول : أني أتذكر تماما أن السيد نصرالله حين قال أن سلاح حزب الله لن يكون سوى لحماية لبنان . كان يردّ على الذين يقولون كل يوم و يخوّفون الناس بأن هذا السلاح لتخريب لبنان و بعضهم سماه يومها ( سلاح الغدر ) و أنت تعرف أن هناك حسابات داخلية لبنانية تكبّل السيد نصرالله و تخنقه .لا داعي لشرحها الان لأن ذلك يحتاج لصفحات .
    أيضا . اسمح لي بالقول بكل احترام . أنه و في هذا الوقت بالذات , لا تـُمسك العصا من المنتصف , بل لا تـُمسك إلا من مقبضها .إلا إذا كنت تقصد أنك لن تكون طرفا في سجالات داخلية أو عربية ليس وقتها الان , هنا أنا معك .و أوافقك بعض الشيء و إن كنت مع تسمية الأمور بأسمائها , لكنك أنت فعلت ذلك أيضا , و سمّيت كل شيء باسمه .
    ـ لكن بخصوص ( الشيخ هنية ) و حماس و ما أسميته بالمغامرات . أنت تعرف يا أستاذي العزيز الذي أثق بمعرفته و علمه , أنه و منذ عام ألفين حتى منتصف ألفين و ثمانية , قتلت إسرائيل سبعة اّلاف فلسطيني و هذا حسب إحصائية سمعتها قبل أيام على لسان الأستاذ عزمي بشارة .و اعتقلت الاّلاف ,و أن الحصار الذي كان مفروضا منذ سنة و نصف على أهل غزة , فرضه الصهاينة و شاركنا فيه جميعا ,أي العالم كله دون استثناء .و أن أهل غزة عوقبوا لأنهم انتخبوا حماس .لا لأنهم أصبحوا مقاومين فجأة , فهم طوال عمرهم يـُقتلون و يقاومون .و حين أعلنت حماس إنهاء التهدئة , أعلنته لأن التهدئة كالحرب تماما , تختلف فقط في أن فيها ذلاًّ و جوعا و موتا بطيئا لا سريعا . فتهدئة و حصار خانق , لا أدري ما معناها ؟
    ثم يا أخي للذين يقولون بأنه لماذا لا تدخل إيران و سوريا المواجهة المباشرة , أنا لن أشرح الان بالنيابة عن إيران و سوريا , لكن ..هل حين يسألني أحد , لماذا قصـّرت بحق أخي أو حق جاري , أقول له أن فلان البعيد مقصّر أيضا ؟ و أنا في سباق معه لأسبقه في التقصير ؟ كل ما طلبه السيد نصرالله هو فتح المعبر و الضغط على الحكومة لفتح المعبر و فك الخناق عن أهل غزة ..و بدا الرجل في نظر البعض و كأنه يعلن الحرب على مصر .. أنا لا أفهم هذا الأمر أبدا .. لم أفهمه حتى هذه اللحظة .
    ـ الحياة في ظل جنبلاط و جعجع هي أسوأ بمليون مرة من الحياة في ظل أبو الغيط . لكن لو كان لديكم نظاما طائفيا حقيرا و بغيضا و بدائياً , لعرفتم لماذا يضطر المرء في لبنان أن يتلقى طعنة في ظهره اليوم و أن يجلس مع من طعنه صباح الغد رغماً عن أنفه .و إلا لن يكون مع التعايش و الوفاق الوطني و لبنان السيد الحر المستقل الزفت المتنيّل بستين نيلة زي ما بتقولوا عندكم .. و لا تستقلّ ( التعايش ) و ( الصيغة المشتركة ) و ( العيش المشترك )و كل هذه المصطلحات التي لا تساوي فلساً وقت الجدّ .و التي يضحكون بها على الشعب كي يركبوه و يسرقوه و يحكموه , فهذه المصطلحات من العار ذكرها في بلد يحترم نفسه و في شعب متحضـّر .
    ـ أخيرا .. لقد صدقت فيما يخص الفلسطينيين في لبنان ,,و لقد ناضلنا و لا نزال مع حقهم في العيش بكرامة و كان و لا زال حزب الله أول المطالبين بذلك , لا يمكن لأحد أن ينكر ذلك . و لو عدت لخطابات السيد نصرالله طوال السنوات الماضية فيما يخص الوضع الفلسطيني لسمعت ذلك , بل حتى كتلة حزب الله النيابية قدمت مشاريع حول هذا الأمر , و ما لاقت استجابة من السياديين و الإستقلاليين .
    ـ كل الحب و الإحترام للعزيز بلال فضل
    و أعتذر للإطالة .

    ReplyDelete